بسم الله الرحمن الرحيم “ن والقلم وما يسطرون”، وكما نقل عن الرسول صل الله عليه واله وصحبه وسلم باهمية العلم ” اطلب العلم من المهد الى اللحد” فالعلم مقياس لتقدم الامم والافراد و كلما كان للمجتمع باع في العلم و الاخلاق كانت مرتبته في سلم الانسانية اعلى فبالعلم تتقدم الشعوب و بالعلم تطعم الافواه و تعالج الامراض و تحمى الاوطان .
انطلاقا من هذه القاعدة كان لزاما على كل امة تريد ان تكون بمصاف التقدم ان تأخذ على عاتقها اسباب رقيها العلمي و العملي و هنا كانت الحاجة للمؤسسات العلمية بكل صنوفها ودرجاتها ابتداء من المراحل الابتدائية و انتهاء بالدراسة الجامعية وما بعدها .
يطيبُ لي بداية أن اُعرب بالنيابة عن زملائي أعضاء الهيئة التدريسية أن ارحب بكم من هذا الصرح العلمي الفتي (كلية الزراعة) في جامعة تلعفر بحمل هذا الطموح الكبير مع كليات الجامعة لاخرى لدفع عجلة التنمية في وطننا الغالي إلى الأمام …
فالواقع الزراعي في محافظة نينوى وقضاء تلعفر خصوصا كونها منطقة زراعية متباينة الامطار فبين الظروف شيه الجافة وشبه المضمونة وحتى المضمونة جعل لها أهمية في زراعة محصولي الحنطة والشعير ومن هذا تم تسمية الموصل بسلة خبز العراق، كما ولا تقل أهمية المنطقة من ناحية الإنتاج الحيواني ، حيث يعد قضاء تلعفر من المناطق المهمة لانتاج الماشية وتجهيزها بالرعي لفترة ما بعد الحصاد ، وفيها العديد من الحقول لتربية الدواجن.
ومن اجل رفد مؤسسات الدولة المعنية في المحافظة والمحافظات القريبة منها بالكادر الهندسي الزراعي الذي يعمل تنمية الثروات الطبيعية في العراق خصوصا مسالة توفير المادة الغذائية التي تعتبر عماد المجتمعات لأجل ديمومتها وبرؤية واضحة مستمدة من رؤية المزاوجة بين عوامل التعلم الثلاث الاساسية العلوم النظرية و الجانب العملي و الحس الاخلاقي و بهذه العوامل جميعها تقوم كليتنا في بناء جيل جديد من المهندسيين الزراعيين المتسلحين بالعلم الاكاديمي و الروح الرسالية التي تسهم في رخاء الانسانية و تقدمها فضلا عن اجراء العديد من الدراسات والبحوث ذات العلاقة بالجانب الزراعي وتطويره وكذلك تقديم الارشاد والتعليم الزراعي لجميع العاملين في هذا الجانب عن طريق الندوات والمساهمة الفعالة مع المحافظة ولجانها الزراعية في وضع الحلول الناجحة لحل المشاكل والمعوقات التي تعترض تطور العملية الزراعية.
د. معن محمد صالح
تشرين الاول 2021