كلمة رئيس قسم الانتاج الحيواني

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء و المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته الطيبيين الطاهرين.

 

بالأصالة عن نفسى وبالنيابة عن زملائي أعضاء هيئة التدريس والعاملين في قسم الانتاج الحيواني بكلية الزراعة بجامعة تلعفر أرحب بكم ،  وأتمنى أن تجدوا في هذه الفقرات ما تنشدوه من معلومات حول القسم وأهدافه وفلسفته التعليمية وأنشطته البحثية.

 

  و العلم بحر واسع كلّما شربنا منه لا نرتوي، فكلّ يوم نتعلم أشياء جديدة، وعلى قدر ما أخذنا من العلم نبقى بحاجة إلى المزيد منه.

 

   فضل العلم على البشر كبير فالإنسان العالم أو طالب العلم أفضل عند الله تعالى من الجاهل، ولذلك كان الحرص على طلب العلم قال تعالى: (… قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، «سورة الزمر: الآية 9 , قال تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، فأول شيء نزل من القرآن هذه الآيات الكريمات المباركات وهن أول رحمة رحم الله بها العباد، وأول نعمة أنعم الله بها عليهم وأن من كرمه تعالى أن علم الإنسان ما لم يعلم فشرفه وكرمه وهذا دليل على فضيلة العلم فإنه داع إلى خشية الله  , وأهل خشية الله هم أهل كرامته وهذا ثناء من الله سبحانه وتعالى على العلماء ومن أفضل العبادات طلب العلم، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلاّ هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، « كما قال النبي – صلى الله عليه واله وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له .

 

لقد دفعت جائحة “كوفيد-19” المدارس والجامعات لغلق أبوابها في أكثر من 160 بلدًا، ما أثّر على أكثر من مليار طالب وطالبة، وفقد ما لا يقل عن 40 مليون طفل فرصة التعلّم في السن الحرجة السابقة للتعليم المدرسي، ليجد العالم نفسه في مواجهة “كارثة تمس جيلًا كاملًا، وتهدر إمكانيات بشرية لا تعد ولا تحصى، وتُقوِّض عقودًا من التقدم، وتزيد من حدة اللا مساواة المترسخة الجذور”، وفق وصف منظمة الأمم المتحدة. 

 

وفي زمن الكورونا بوُسْعِ طالب المعرفة أن يخَصِّصَ الكثير لا القليل، ساعاتٍ لا مجرَّد ساعة .. وإذا واظب في هذه الأيام على ذلك كان حليفا بحصد الكثير من المنجَزَات، وما عليه ليتمكَّن من ذلك إلا التحلِّي بحِلْية الصَّبر،.ولأنَّ هذه المرحلة عابرةٌ لا ممدودة فمِنَ الرأيِ لطالب العلم أن يخصص لها مشروعًا ينقطعُ له ويقبلُ عليه، مشروعًا علميًّا متكاملًا يحقِّق به منجَزًا في أحد مجالات العلم والمعرفة. هذا المشروع من شأنه أن يكون قصيرَ المدى، ولكنه عظيمُ الفائدة والعائدة، له مبدأٌ ومنتهًى، يُحقِّقُ به المرءُ مُنجَزًا معرفيًّا مكتملَ الأركان، أيًّا ما كان ذلك المشروع، قراءةً أو حفظًا أو تأليفًا أو غير ذلك. وخاصَّةُ هذه الفَلَتات المرحليَّة العابرة أنها تجعل للمشروع العلمي موقعًا مكينًا من ذهنيَّة طالب العلم، لتماسكه بسبب قرب إنجازه واتضاح حدوده، كما أن ذلك يُروِّضُه على فضيلة الانقطاع للعلم وجمع الهم عليه.

 

ختاما لا يسعني إلا التذكير بأن هذا الدور الذي يقوم به قسم الانتاج الحيواني لم يكن له أن يتحقق لولا فضل الله سبحانه وتعالى ثم المنظومة العلمية والتعليمية الداعمة والمشجعة والمتمثلة في جامعة تلعفر بشكل عام وكلية الزراعة بشكل خاص فللجميع  الشكر والتقدير.